الإطار الفلسفى لنظريه فرويد فى التحليل النفسى :-
ان الإطار الفلسفى الذى انطلق منه فرويد فى نظريته فى التحليل النفسى كان من اسس بيولوجيه ، وذلك من خلال طبيعه العمل الذى يعمل فيه فرويد وهو مجال الطب ، وقد ظهر واضحاً فى نظرياته فى مجال الغرائز وكذلك فسر الحياه النفسيه لكل فرد حيث يمكن تفسيرها على اتجاهين .
الاتجاه الاول :-يتمثل فى البناء الجسمى والعضوى للانسان وذلك من خلال الجهاز العصبى .
الاتجاه الثانى :- يتعلق بالافعال الشعوريه لدى الفرد وإما ما يكون المجهول فى منطقه اللاشعور .
الشخصيه فى نظر التحليل النفسى :-
تعتبر نظريه التحليل النفسى من أشهر النظريات التى تهتم بتفسير سلوك الكائن الإنسانى ككل ، والمعروف ان جميع نظريات تفسير الشخصيه تبدأ بدراسه السلوك ، وذلك لتحديد انواع السلوك التى تميل الى التجمع او الترابط فى شكل نماذج محدده ويمتاز الاتجاه التحليلى بأنه يتجاوز مجرد وصف الشخصيه ، ويهتم بطبيعتها الديناميكيه وذلك بمعرفه الدوافع التى تكمن وراء السلوك بغيه التمكن من التنبؤ بسلوك الفرد فى المستقبل .
لقد نشأت حركه التحليل النفسى عندما بدأ فرويد يفكر فى أعراض بعص المرضى الذين أتوا إليه سعياً وراء العلاج النفسى ، وقد أهتم على وجه الخصوص بالاعراض الهستيريه كشلل الذراع أو الرجل دون وجود أسباب عصبيه أو فقدان حساسيه الجلد ، وأعتبر فرويد هذه الأعراض الهستيريه كضروره لمحافظه الكائن الحى على توازنه واتبع منهج تاريخ دراسه الحاله ، وأعتقد أن الأعراض الحاليه للمرض النفسى إنما تنبع جذورها فى خبرات الفرد الماضيه ، كذلك أتبع منهج التداعى حيث يسرد المريض كل ما يرد على خاطره من أفكار وخواطر وذلك امعرفه الامور التى تتكرر أكثر فى حديث المريض والامور المترابطه عنده ، وهكذا وعن طريق دراسته للأحلام إستنتج أن الاحلام عباره عن تعبير عن الديناميات الداخليه.
كذلك جمع معلومات عن هفوات او زلات المريض فى الكلام وحالات السهو أو الإغفال ،وعن الحوادث وأعتقد ان مثال هذه الاستجابات التى تختلف عن السلوك العمدى المقصود لابد وأنها تساعد وتساهم فى تكوين نوع تكيف الفرد .
وعلى ذلك فإن مفهوم الشخصيه فى نظريه التحليل النفسى – الذى يرتكز على بناء الشخصيه – هو أحد القواعد الأساسيه لنظريه التحليل النفسى التى تتمثل فى مكونات الشخصيه الثلاثه وأن لكل مكون خصائصه وصفاته ومميزاته إلا إنها فى النهايه تكون وحده واحده تمثل شخصيه الفرد وهذه المكونات الثلاثه هى .
1- الهو:- the Id
و كان فرويد يعتقد أن فى كل شخصية توجد هناك مناطق غير أليفة و غير معتادة ، و تشبه الحيوان فى طبيعتها و اعتقد انه يوجد بها القوى الدافعية فى الانسان منذ الميلاد . و انها قوى غريزية و قوة مكونة من الدوافع الفجة العنيفة و البدائية و أطلق عليها اسم الهو و الذات الدنيا . و أعتقد كذلك انه راى نوعين من الدوافع فى هذه المنطقة .
الدافع نحو الحياة و الخلق و الابداع و الحب ، اى الرغبة فى الحياة . و اطلق اسم الليبدو و على ذلك الجانب من ال Id الخاص بالعلاقات و المناشط الجنسية أو الطاقة الجنسية و الحيوية أما الدافع الثانى فهو الرغبة فى العدوان و الموت و التخريب و التدمير ، أطلق على ذلك اسم رغبة الموت أو غريزة الموت ،و لقد افترض فرويد أن الذات ا لدنيا تبدومسيطرة فى مرحلة الطفولة المبكرة فالغرائز البدنية هى التى تحرك سلوك الطفل . فالطفل الصغير يسعى لتحقيق ذاته و يعبر بصراحة عن دوافعه العدوانية اللتى يسقطها على العالم الخارجى دون اى شعور بالأسف او القمع و دون مراعاة لتقاليد العالم الخارجى .
و قد أشار باترسون الى أن الهو تمثل الحقيقة النفسية الصحيحة حيث تمثل عالم الخبرات الداخلية للفرد و ليس اى معرفة بالحقيقة الموضوعية و يعمل الهو على تحقيق الرغبات خيراً أو شراً و لا يحكمها المنطق . اما فى كيفية تحقيق اللذة و تجنب الالم من خلال وظيفة الهو فهناك عمليتان هما :-
ا-الفعل المنعكس :- و هو يؤدى الى امكانية تحقيق التوتر عند الفرد مباشرة و ذلك مثل الغمز بالعين .
ب-العمليات الأولية :- و تتمثل فى عملية تفريغ التوتر عن طريق تكوين صورة لموضوع ما يؤدى الى إزالة التوتر و ذلك من خلاله التوتر و ذلك مثل الجوع عند الفرد . و الصورة الى تزيل التوتر هو الطعام و هى تمثل تحقيق الرغبة و كذلك ما يفعله الفرد من احلام الليل التى يعتقد فرويد أنها تمثل دائماً محاولة تحقيق الرغبة عند الفرد العادى .
و خلاصة القول أن الهو مضمونه كل ماهو موروث ، كل ما يظهر عند الميلاد ، كل ماهو مثبت فى الجبلة(الذاكرة ) ، لذا فهو يتألف أولاً و قبل كل شىء من الميول الغريزية التى تصدر عن التنظيم الجسمى . و تجد منها اول تعبير نفسى عن ذاتها فى صور تجهلها . و يتأثر العالم الخارجى الواقعى الوقاعى المحبط بما يطرأ على ذلك الجزء من تغيير خاص فما كان فى الأصل طبقة لحائية مزودة باعضاء لتلقى المنبهات و بأجهزة للوقاية من الاثارة ،ينشأ عنه تنظيم خاص يتوسط الهو و العالم الخارجى و هذا القسم فى حياتنا النفسية نسميه الأنا .
2- الأنا :- The Ego
يعتبر بمفهوم التحليل النفسى مركز الشعور و الإدراك الحسى الخارجى و الداخلى و العمليات العقلية و هو الذى يقوم بدور الدفاع عن الشخصية و توافقها ، و هو الذىيجعل هنا توافقاً بين مطالب الهو و الانا الأعلى و بين الواقع ،و اعتبر الانا المحرك الأساسى للشخصية .
حيث يسيطر الانا على الحركات الارادية نتيجة للعلاقة السابقة بين التكوين بين الادراك الحسى و الفعل الحركى و الفعل العضلى كما يقوم بمهمة حفظ الذات و هو يؤدى هذه المهمة بأن يتعلم معالجة المثيرات الخارجية فيدخر خبرات تتعلق بها فى الذاكرة و يتفادى المثيرات المفرطة فى القوة (بالهروب ) و يستقبل المثيرات المعتدلة (بالتكييف )و هو يتعلم أخيراً تعديل العالم الخارجى تعديلاً يعود عليه بالنفع (النشاط ) ففى الداخل –تجاه الهو –يكتسب السيادة على مطالب الدوافع الغريزية بان يتحرى ما إذا كان يجب السماح لها باالاشباع أو بإرجاء هذا الاشباع لأحيان و ظروف مواتية فى العالم الخارجى اأو قمع تنبيهاتها أصلاً . و هو فى أفعاله خاضع لإعتبار التوترات التى تحدثها المنبهات القائمة فيه أو الواردة عليه فيستشعر إرتفاعها ألماً و انخفاضها لذة بيد ان من المحتمل ان ما يستشعره لذة أو ألماً ليس الدرجة المطلقةلهذه التوترات بل هو شىء مرد الى ايقاع تغيرها و الانا يسعى وراء اللذة و تجنب الالم .
و لقد اشار باترسون الى ان الأنا هى الجزء المنقذ فى الشخصية و تحول احتياجات الهو القوية (الغريزية و الفطرية ) بمساعدة الأنا الأعلى الى حاجات ضعيفة مقبولة عن طريق إعادة تنظيمها لكى تتمشى مع متطلبتا الانا الاعلى و يظهر من ذلك أن الانا تستمد طاقتها من الهو و تعمل لخدمته و من خلال ذلك نجد أن الأنا تمثل الموجه الأساسى للشخصية و كذلك فى إعطاء الأسلوب و الطريقة التى يتم فيها عملية الإشباع و يظهر ذلك من خلال الصراع الذى يحدث بين كل من الهو و الانا و العالم الخارجى .
3- الانا الاعلى :-Super Ego
و هو يعتبر مستودع المثاليات و الاخلاقيات و القيم الاجتماعية و الدينية ،و كذلك المعايير الاجتماعية و الضمير و يعتبر الجهاز الداخلى او الرقيب للإنسان و يتكون االأنا من خلال مراحل النمو الى يمر بها الانسان .
فيتطور أو ينفصل جزء من الأنا الى ما يسمى بالأنا الاعلى و يرتكز وظيفة الانا الاعلى على كبح جماح الهو و لاسيما فيما يتعلق بجوانب الغريزة الجنسية أو الجوانب العدوانية ، و دور الأنا يتعرض لها ، و قد أشار فرويد فى كثير من المواقف على أن الكبت الذى يقوم به الفرد هو من خلال الانا و ليس من خلال الانا الاعلى ، مع ان المسئول الاول عن عملية كبتها هو الانا الاعلى و من خلال ذلك فإن الانا الاعلى تظهر فى حياة الفرد خلال التنشئة الإجتماعية مع الأسرة من خلال النواة الاولى من حياة الفرد ن و هذا ما يكسب الطفل المعايير الاجتماعية و القيم و الاخلاق و الاعراف و خلاصة القول فإن الأنا الأعلى يمثل الجانب الأخلاقى للشخصية و يمثل كل ما هو مثالى وواقعى و محاولة الوصول بالفرد الى الكمال بدل الذة .
-وظائف الانا الاعلى :-
1- محاولة كبح جماح الهو ،و خاصة الدوانية الجنسية .
2- محاولة وصول الفرد الى الكمال .
3- تعمل الانا الاعلى بإمكانية إقناع الأنا بأن تحل الأهداف الأخلاقية محل الاهداف الواقعية
9/2/2008, 4:24 am